/ صفحه 166/
أديانا مختلفة "فلا يذكر الرجل إلا أنه حنفي أو حنبلي أو إمامي أو زيدى، فحبطت أعمال هؤلاء العاملين المفسدين، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وسلمت عامة المسلمين، فلم يلتو بها قصد. "و على الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين".
قلت: لو شاء لهدانا أجمعين. فما الحكمة في أنه ـ جل جلاله ـ هدى بعضاً وأضل آخرين؟
قال: الحكمة هي أنه ـ علت حكمته ـ حق القول منه ليملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين. وليس شيخك ممن يقفون ما ليس لهم به علم. ولقد أمرنا مالك الملك أن نتفكر في ملكوت السموات والارض وما خلق الله من شى ء. أفليس في "علوم الحياة" وقد كلفتها، ما يصرفك عن قضايا جدلية لاتجدينا إلا أن نلقى بأيدينا التهلكة؟
قلت: فمعاذ الله أن نلقي بأيدينا إلى التهلكة، وما قصدت إلى أكثر مما يقصد إليه أصحاب الكلام حين يتناولون مسائل القضاء والقدر والاختيار والاضطرار ومرد التبعة والجزاء.
قال: فخير أن تقصد إلى مقصود "أصحاب الفعال" وكفانا ما لقينا من أصحاب الكلام والمقال.
قلت: لقد يجرنا المقال إلى حديثنا الماضي عن إلياسين والابين والاخين.
قال: ويل للشجي من الخلي، فلو أنك كنت في غمرة الحمى التي تعالج شيخك أو يعالجها لكان لك شغل عن الابين والاخين والنحو والنحويين؟