/ صفحه 161/
في التقشف والاعراض عن اللذائذ، وإنما تدل على وجوب الزهد في المحرمات، والكف عن السلب والنهب، و
الخيانة والكذب، على أن يضحى الانسان بالنفس والمال في سبيل الحق، ولا يؤثر الخبيث على الطيب. قال الله سبحانه وتعالى: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا" "ألم تر أن الله سخر لكم ما في الارض" "لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".
المحرم هو اعتداء الانسان على حق أخيه، وتهاونه بنصيبه من هذا الحق. وقد جاء في الحديث الشريف (ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة، ولا الآخرة للدنيا، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه ـ المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف).
ولاريب أن الإنسان يقوى بالمادة، وما تقدمت الإنسانية إلا بعد أن كشف العلم عن حقيقتها، وسلك بها سبيل الخير والعمار، لا سبيل الشر والدمار.
وبعد فإن الإسلام دين القوة والعمل، لا دين الرهبانية والكسل؟