/ صفحه 151/

ـــــــــــ
1- أنظر كتاب الامامة والسياسة (2/117 - 118)
2- المواسم، جمع موسم:الربيع.
بيد أن ربيعة تجمعت، تحت رايه ربيعة أبي كليب، وحملت حملة استردت بها الاسرى، ثم التقوا على صلح لم يلبث بعده زهير أن عاد إلى ظلمهم. ولما خلف كليب أباه على ربيعة بعد موته، جمع معداً كلها تحت لوائه: ربيعة، وقضاعة، ومضر، وإياد، ونزار; وحارب اليمن في موقعة عرفت بيوم خزازى، وهو جبل بين مكة والبصرة; وهي التي يقول فيها عمرو بن كلثوم:
و نحن عذاة أوقد في خزازى * * * رفدنا فوق رفد الرافدينا
و كنا الايمنين إذا التقينا * * * وكان الايسرين بنو أبينا
فصالوا صولة فيمن يليهم * * * وصلنا صولة فيمن يلينا
فآبوا بالهاب وبالسبايا * * * وأبنا بالملوك مصفديا
وفيها انتصفت عدنان من قحطان، واستقلوا عنهم; ونشأ من ذلك أن طغي كليب فقتله جساس، وانبعث الحرب بين بكر وتغلب، وكانت مبعثا لفيض من الشعر الربعي; فقصدت القصائد، ونشطت المناقضات، والمرائي; وكان المجلي في الميدانين المهلهل; فمضى ـ لذلك ـ بأنه أول من هلهل الشعر!
و انفصلت كذلك أسد وغطفان عن كندة، وكندة بطن من كهلان، وكانوا يلون المناصب لليمن، فملكوا أحدهم، وهو حجر الجد الثاني لامرى ء القيس على أسد وغطفان وبعض قبائل ربيعة في نجد; ولما ضعف شأن اليمن، نحاز الحرث الكندى إلى كسرى، فأقر ولايته عليهم; ثم قتل الحرث، فتولي حجر أبو امرى ء القيس، وكان عبيد بن الابرص الاسدى نديماً لحجر، وهو الذي يقول له: غب ثورة من أسد عليه كان نصيبها الفشل:
ومنعتهم نجدا فقد * * * حلوا ـ على وجل ـ تهامه
برهت بنو أسد كما * * * برمت ببيضتها الحمامه
مهما تركت، تركت عف * * * وا،أو قتلت، فلا ملامه
ذلوا لسوطك مثلها * * * ذل الاشيقر ذو الخزامه
أنت المليك عليهم * * * وهمو العبيد إلى القيامه