/ صفحه 149/
نزاع بين الفرس والعرب، وأن الموالي حاولوا في تأييدهم للدعوة الهاشمية استرداد مجدهم القديم، وأن يكونوا أصحاب الكلمة العليا والسلطان في الدولة الجديدة، إلى أمثال ذلك من أقوال واهية ومزاعم مردودة.
كان اقبال الفرس وأبناء خراسان على الدين الإسلامي منقطع النظير حتى استأصل تلك النعرات القديمة من نفوس الشعوب الايرانية والطورانية، وإن لم ينزع كل ما تأصل في الطباع، أو جرى في الدماء، أو امتزج بالارواح بالمرة، فلا يصح أن يقال اطلاقاً: إن الفرس حاولوا انتهاز الفرصة في العصر العباسى المذكور للرجوع إلى عوائدهم وأوابدهم القديمة، وكل حكم يبني على هذا الاساس ظاهر البطلان. وما أغنانا عن إثارة الخواطر، ونبش الدفائن، بمثل هذه الاقوال جريا على طريقة بعض المستعربين من الغربيين! اننا لا ننكر أن تبقي في العصر العباسى المذكورة بقية من نحل فارسية، أو عادات وثنية، خصوصاً في بعض الاصقاع البائية من الشرق، بيد أن ذلك لم يكن له أثر يعتد به في حياة الشعوب المذكورة.
و الواقع أن الدعوة الهاشمية قديمة، بدأت في عصر معاوية بن أبى سفيان بعد صلح الامام الحسن، ثم في عصر يزيد بن معاوية بعد مقتل الامام الحسين.
بدأ بها الهاشميون وأنصارهم في الحجاز واليمن والعراق، ثم انتقلت إلى خراسان في تكتم شديد(1)