/ صفحه 143/
إلى أحد من الملوك، وقد حاربهم تبع الاكبر فامتنعوا عليه، ومن اليمن عدد غير قليل من أشهر مشاهير الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وقد روى في فضل اليمن ما روى من الاحاديث (2)
العباسيون والحزب العباسي:
أجمع المؤرخون على أن جل شيعة بني العباس من أهل خراسان، وتلك هي الحقيقة، ولكن هذا الاجماع يوهم في ظاهره أن هؤلاء الخراسانيين برمتهم أعاجم، وقد بالغ بذلك رهط من المتشرقين المتأخرين وقو م قلدوهم من الشرقيين، ولا غرض لهم إلا التعريض ببني العباس وأن دولتهم صنيعة الموالي والاعاجم، وفي هذه الاقوال ما فيها من الغلو والاغراق.
إن التأمل الجيد في نصوص التاريخ كفيل بإزالة هذا الوهم، فإن قدماء المؤرخين وثقاتهم إذا قالوا: "أهل خراسان" لم يقصدوا الاعاجم وحدهم، وإنما كانوا يقصدون بهذه العبارة ـ في كثير من المواضع ـ القبائل العربية المقيمة في خراسان، ولا تنكر مساهمة هذه القبائل في خدمة الدعوة العباسية، فأهل خراسان معناه أصحاب خراسان من العرب
ـــــــــــ
1- انظر عن أذواء اليمن الأدب للبغدادى "2/252 254" وكتاب: الاشتقاق لابن دريد.
2- انظر عن آراء علماء النسب في بيوتات اليمن وبيوتات مضر والمفاخرة بينهما، العقد الفريد (2/211 - 254) وانظر أساليبهم في معرفة الانساب وأفوالهم في القبائل العقد الفريد (2/13) ويستحسنون في ترتيب طبقات الانساب العربية ما أورده الماوردى في الاحكام السلطانية (180) طبعة الاتحاد، وانظر عن خبرتهم بهذا الفن نهاية الارب للقلقشندى (366) طبعة بغداد.
غالبا، وإنك لتجد مدلول هذه العبارات على هذا الوجه واضحا في خطب الولاة والامراء وفي أقوال المؤرخين، تجدها كذلك في خطب نصر بن سيار عامل الامويين(1) وفي خطب قتيبة بن مسلم وغيرهما