/ صفحه 141/
و بيان عربي حر، ولايوجد لهذا الأدب نظير في تاريخ آداب الأمم غير الاداب العربية.
وكانت لتلك المجالس قوائدها وعوائدها المهمة في تحريك المواهب وإثارة البحث في أصول القبائل وفروعها وأيامها وأخبارها، وفي مثالبها ومناقبها وحكمها وأمثالها، وفي عاداتها وأو ابدها(1).
ـــــــــــ
1- النظر عن بعض هذه المفاخرات بين مضر واليمن مهذب تاريخ ابن عساكر (5/58 - 59) وقد يكون شطر من هذه المفاخرات من وضع الاخباريين، وانظر البيان والنبيين (1/103) ومروج الذهب، (1/238) والعقد الفريد (3/213)، وانظر ما كان يجري من هذا القبيل في مجالس عبدالله بن عامر في البصرة، البيان والتبيين (1/122). وعبدالله بن عامر هذا: من أشهر ولاة البصرة وله ترجمة في كتاب الاستيعاب (1/387 - 388) وعن مجالس البصريين في التفاخر بأيام العرب في الجاهلية انظر العقد الفريد( 3/365).
الجاهلية لليمن والإسلام لمضر:
و هذه المفاخرات في العصور المذكورة كثيرة، وأحسن مثال لها ما وقع في بعض مجالس العباسيين والامويين، ويلاحظ أن الدائرة تدور على اليمن في هذه المناظرات غالباً، لو قوعها في بلاد جل زعمائها من مضر، وفي عصر هو عصر المضرية وحسبنا أن مثالب اليمن كلها جمعت في كلمة موجزة قذف بها في وجوه زعمائهم خالدبن صفوان الاهتمي التمميمي(1) خطيب البصرة وعالمها بالأنساب والاخبار