/ صفحه 139/
من نزار على اليمن، فاضطر هؤلاء إلى تأييد الدعوة العباسية، ثم تلا ذلك ما تلاه من قصة معن بن زائدة في اليمن وقتله أهلها تعصباً لقومه من ربيعة، ونقض الحلف القديم المبرم بين القبيلتين، وما فعله عقبة بن سالم بعمان والبحرين، و
قتله من قتل من أحياء ربيعة كياداً لمعن بن زائدة، وتعصباً لقومه من قحطان، إلى غير ذلك من الاحداث الدامية(1)
و للمحدثين من المؤرخين آراؤهم في منشأ هذه العصبيات القبيلة المذكورة، فمردها ـ فيما يراه بعضهم ـ إلى تباين المنشأ والبيئة واختلاف الأخلاق والطباع، فالقبائل العدنانية تميل غالبا إلى الحياء البدوية خلافا للقحطانية، فإن منشأها في بلاد عريقة في الحضارة وفي تأسيس الدول وإنشاء الحكومات.
و يميل بعض المتحاملين على العروبة والإسلام من المستشرقين إلى القول بأن هذه الخصومة مظهر من مظاهر الخلاف بين المهاجرين والانصار(2)، ويزعم فريق آخر منهم أن هذه المنافرات قامت على أساس من اختلاف الجنس، فالعدنانيون في الشمال عرب خلص لا تشوب دماء هم شائبة، والقحطانيون في الجنوب تشوب دماءؤهم شائبة من دماء شعوب أخرى: إما حامية، وإما آرية.
وليس هذا الرأى بشيء، فإن القحطانيين بعد هجرتهم إلى الشمال تواغلوا في البداوة كالعدنانيين أوا أكثر من ذلك، بل كانت اليمن تسود ساداتها على