/ صفحه 137/
أو فلان، ولكن إلى حظه من الدليل والبرهان. أما أهل التقليد، فليس لاحد أن يلزمهم بمذهب إمام معين لا يحيدون عنه، فالكل في حقهم سواء.
ثالثاً: قد علمنا من استقراء أحكام المذاهب الفقيهة، وآراء الفرق الكلامية، أن في كل منها خطأ وصوابا، ولم نعلم مذهبا من المذاهب الإسلامية المعتبرة خطأ كله أو صوابا كله، وإذا كان الأمر كذلك، فلا ينبغي أن تطغي العصيبة المذهبية على المسلمين، ولا ينبغي أن يكون هم الحنفي مثلا هو الانتصار لكل ما جاء في مذهب الحنفية، ولا أن يكون هم الامامي أو الزيدى هو الانتصار والتعصب لكل ما جاء به الامامية أو الزيدية.. وهكذا.
بل الواجب على المسلمين أن يأخذوا بما ظهر بالبرهان صوابه، وأن يكون قصاراهم الرغبة الصادقة في الوصول إلى الحق دون أن يقيموا وزنا لما سوى الحق، بذلك يصبحون فعلا أمة واحدة، ويصبح الخلاف الفقهي والكلامي والنظرىفي محيطهم وسيلة من وسائل القوة العلمية والسعة الفكرية، ويتفرغون لما هو أولى بهم من التعاون على نصرة الدين وإصلاح حال المسلمين، وتبليغ كلمة الله واضحة قوية إلى الناس أجمعين.
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل؟