/ صفحة 85/
الدار ليسهل عليهم التصديق بها، فكيف لا نجعل ذلك مع كيفية خلق العالم من الشريعة التي جاء بها رسولنا عليه الصلاة والسلام!
لو أن الكاتب ضرب الأمثال، لما لا يجب التدين به في رأيه من أحاديث الرسول، بشيء مما يعرف بالتجربة كأمور هذا العالم الذي نعيش فيه، لكان له بعض العذر، ولكن خلق العالم، وأحوال الدار الآخرة وأمثال ذلك، من الأُمور التي لا يمكن أن تعرف بيقين الا بوحي من الله لأنها من عالم الغيب لا عالم الشهادة؟ فكيف نفهم أو نتصور أنّ الرسول كان يجازف ويقول في شيء من ذلك برأيه؟ وهذا، فضلا عن أن هذه الأُمور جاء بها القرآن، فهل نقول لا يجب التدين أيضا بما جاء عن ذلك في القرآن وهو كثير؟
أما بعد، فإن ميدان العلم والبحث والاجتهاد متسع، ولكن علينا بعد الايمان بالله وكتبه ورسله، أن نعرف للقرآن قداسته والسنة الرسول الصحيحة الثابتة حرمتها وقدرها الذي لا يكاد عالم يصل لمعرفة مداه. ثم ان لنا بعد ذلك كله، أن نجتهد متى استكمل من يريد الاجتهاد مؤهلاته وأدواته وعلومه; ولكن على ألا نخرج في آرائنا عن فلك القرآن والسنة، وأن نسير دائما في مسارهما، والا فسقنا عن الدين وكتابه الحكيم وسنة رسوله الذي لا ينطق عن الهوى. والله يقول الحق، وهو يهدى السبيل.
رسالة الإسلام: نشرنا رسالة نجم الدين الطوفي التي يشير إليها فضيلة الدكتور بالعدد الأول من سنتنا الثانية(ص 94).
ثم نشرنا بالعدد الثالث من السنة نفسها (صفحتي 193، 194):
أولا: تعليقا كتبه حضرة صاحب السماحة الأستاذ العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء عالم الشيعة الإمامية بالنجف، جاء فيه نقدا لهذه الرسالة ما نصة:
((ان هذه القاعدة - يعنى تقديم المصلحة على النص - لا يمكن التعويل عليها على اطلاقها وإرسالها، ففيها توسع غير أدهي من توسع بعضهم في القول بالمصالح المرسلة، وربما جر ذلك إلى الهرج والمرج والفوضى في أحكام الشريعة الإسلامية