/ صفحة 59/
العقوبات والحدود حتى يشهدها القوى والضعيف، والغنى والفقير، والصغير والكبير، وفي هذا من التقويم الخلقى ما فيه.
وعن ابن عباس: بينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخطب الجمعة، إذ جاءه رجل فقال: أقم على الحد.
وقال في المدونة. القضاء في المسجد من الأمر القديم، وهو الحق والصواب، قال ابن أبي زيد: واحتج بعض أصحابنا في قضاء المسجد بقوله تعالى: ((و هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب، فدل على أن حكم الحكومة وقعت عنده في مسجده.
وقد عنون البخارى في صحيحه بابا بقوله (باب القضاء في المسجد) روى فيه عن سهل بن سعد أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قضى في قضية رجل قذف امرأته، فأمرهما بالتلاعن في المسجد. قال القسطانى: وهذا جائز عند عامة الائمة.
* * *
أما بعد عصر النبوة فقد امتدت وظيفة المسجد واتسعت، وتعددت وتنوعت، فقد فتح المسلمون مصر سنة عشرين من الهجرة على يد عمرو بن العاص، فكانت الفسطاط أول حاضرة للاسلام في مصر خطها عمرو بن العاص سنة 21 هـ.
وكان أول ما اتجه إليه نظره أن يبنى للمسلمين مسجدا يقيمون فيه شعائرهم، ويكون رمزا لسيادة الإسلام الروحية، ومنبرا للدين الجديد، فبنى جامعه. فهو اذن أقدم جوامع مصر الإسلامية، ومن ثم أطلق عليه المسجد العتيق، وتاج الجوامع، والمسجد الجامع، وهو أول جامعة علمية اسلامية كبرى في مصر، سبق لها الفضل في تخريج عدد كبير من العلماء كان لبحوثهم أعظم الاثرفي توجيه الافكار وتثقيف الاذهان.
وكان القائمون بالتعليم فيه هم الصحابة والتابعون، وكانت العلوم التي تدرس وقتئذ هي علوم الدين من تفسير القرآن، وتلقين لقرائتة، ورواية للحديث، وكان أشهر الصحابة الدين نزلوا بمصر، وقاموا بالتعليم فيه، هو عبدالله بن عمرو