/ صفحة 426/
موفورين، حتى ليعدون - كما يحدث أبو عبدالرحمن - من كبار أثرياء نيسابور(1) على فضل وعلم، وزهادة وكرم خلق.
وقد احتضن أبو عمرو اسماعيل بن نجيد حفيده أبا عبدالرحمن، بعد أن انتقل والد أبي عبدالرحمن إلى جوار الله، ونشأ الفتى في رعاية جده، ورآه الناس، معه، في غدواته إلى حلقات العلم والدرس، إذ لم يكن لأبي عمرو بن نجيد ولد، فكان طبيعياً ان يشتهر أبو عبدالرحمن بهذه النسبة، نسبة السلمى.
ولد أبو عبدالرحمن يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلثمائة(2) (السادس عشر من ابريل سنة ست وثلاثين وتسعمائة(3)) . هذا ما يقوله تلميذه أبو سعيد محمد بن على الخشاب، ومن حسن الحظ أن هذا التلميذ المحب لاستاذه قد ألف كتاباً عن حياة شيخه، واحتفظ الذهبى - أثابه الله - في كتابه القيم: ((سير أعلام النبلاء)) بتلخيص مقوبل لهذا الكتاب.
على أن عبدالغافر بن اسماعيل الفارسى في كتابه: ((سياق التاريخ)) (4) يذكر أنه ولد في سنة ثلاثين وثلثمائة، وفي ظنى أن ما ذكره الخشاب هوالصحيح.
ذلك أن أبا عبدالرحمن كتب بخطه ((في سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائه عن أبي بكر الصيفى)) وليس من المعقول أن يكتب طفل في الثالثة من عمره عن أستاذه، ولكنه أقرب إلى التصديق أن يكتب وسنه ثمانى سنوات.
ثم انهم يروون أن أبا عبدالرحمن قد ولد بعد وفاة مكى بن عبدالله بستة أيام، وقد توفى مكى يوم الاربعاء الرابع من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلثمائة(5).
وكانت والدته سيدة فاضلة، تغلب عليها نزعة صوفية واضحة، ولا غرابة في ذلك، فهى سليلة بيت علم وزهد; وحسبها أنها ابنة الشيخ أبي عمرو بن نجيد، وزوج أبي محمد الحسين بن محمد بن موسى الازدى، والد أبي عبدالرحمن.
ــــــــــ
(1) نفحات الاندلس: ورقة 77.
(2) سير أعلام النبلاء: ج 11 ق 1 ورقة 55.
(3) التوفيقات الالهامية: ص 136.
(4) سر أعلام النبلاء: ج 11 ص 1 ورقة 56.
(5) تاريخ بغداد: ج 12 ص 120.