/ صفحة 349/
ميثاق أمة الإجابة لمحمد:
وعلى أمة الإجابة لرسوله محمد(صلى الله عليه وسلم) ((واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور)) (1). وقد أخذ النبي(صلى الله عليه وسلم) في ذلك العهدَ على الرجال والنساء بالسمع والطاعة، وذكر الله تعالى في كتابه عهد النساء في سورة الممتحنة ((يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم)) (2) وقد جاءت الأحاديث بعهد الرجال على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر، وحمايته ونصرته مما يحمون منه أنفسهم وأولادهم.

ميثاق الله على نفسه:
أما ميثاق الله على نفسه فهو ميثاق النصرة، والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة وقد جعل الوفاء به مشروطاً بوفاء العبد بميثاقه، ومرتبا على قيامه بما طلب منه ((وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم)) ((والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة أنا لا نضيع أجر المصلحين)) (3). ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك ترحمون)) (4). ((يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)) (5)

عهد الله للأولين هو عهده للآخرين:
وهكذا إذا قرأنا القرآن وتدبرنا هذه الآيات وأمثالها، وجدنا أن عهد الله

ــــــــــ
(1) الآية 7 من المائدة
(2) الآية 12 من الممتحنة
(3) الآية 170 من سورة الأعراف
(4) الآية 55، 56 من سورة النور
(5) الآية 11 من سورة الصف.