/ صفحة 316/
فلما جاءت الدعوة العباسية كانت مهدها وحاضنتها، وكان ((أهل خراسان أهل الدعوة، وأنصار الدولة، فلما بلغ الله ارادته، من بنى أمية وبنى العباس، أقام أهل خراسان مع خلفائهم على أحسن حال، وأشد طاعة)) (1)
وأشهر مدن خراسان أربع: هراة; ومرو، وبلخ، ونيسابور، وفى نيسابور ولد أبو عبدالرحمن السلمى.
* * *
نيسابور:
ونيسابور أهم مدن خراسان الاربع، واحدى مدن ايران الهامة فى العصور الوسطى(2) وهى مدينة قديمة، ذات شهرة فى تاريخ الفرس الديني; فقد كان يقوم فى أحد طساسيجها - وهو ريوند(3) إلى الشمال الغربى من المدينة فى تلالها، بيت من بيوت النار المقدسة الثلاثة المشهورة فى ايران، وهو بيت برزين مهر)) (4)
ويستعملها الجعرافيون العرب استعمالا يتوسعون فيه، فيطلقونها على الكورة كلها، التى تشمل الطبسين، وفوهستان، وجام، وبخارى، وطوس، وزوزان واسفراين وأبرشهر(5) وغيرها من المدن التى تدخل فى نطاق كورتها.
وفى أضيق مدلولات الكلمة كانوا يطلقونها على المدينة، وكانت قصبة أبرشهر; وبهذه التسمى كذلك كانت تسمى نيسابور. وقد تبين ذلك مما كان مضروباً على النقود فى عهد الامويين والعباسيين.(6)
ولا يعنينا كثيراً أن نستعرض تاريخ المدينة من الوجهة السياسية: متى دخلت
ــــــــــ
(1) معجم البلدان: ج 2 ص 410، 411.
(2) Lands of eastern Caliphate, P. 383
(3) دائرة المعارف الإسلامية مادة: نيسابور
(4) المصدر السابق فى المادة ذاتها
(5) المصدر السابق فى المادة نفسها.
(6) Lands of eastern Caliphate, P. 383