/ صفحة 270/
(قال): والدليل عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اللهم أدر الحق مع على حيث دار)) .
وحسبنا حجة - على أن البسملة آية قرآنية فى مفتتح السور كلها ما خلا براءة - أن الصحابة كافة
فالتابعين أجمعين فسائر تابعيهم وتابعى التابعين فى كل خلف من هذه الأُمة منذ دوّن القرآن إلى يومنا هذا مجمعون اجماعاً عمليا على كتابة البسملة فى مفتتح كل سورة خلا براءة.
كتبوها كما كتبوا غيرها من سائر الايات بدون ميزة مع أنهم كافة متصافقون على أن لا يكتبوا شيئاً من غير القرآن الا بميزة بينة حرصاً منهم على أن لايختلط فيه شيء من غيره، ألا تراهم كيف ميزوا عنه أسماء سوره ورموز أجزائه وأحزابه وأرباعه وأخماسه وأعشاره فوضعوها خارجة عن السور على وجه يعلم منه خروجها عن القرآن احتفاظاً به واحتياطاً عليه، ولعلك تعلم أن الأُمة قلّ ما اجتمعت بقضها وقضيضها على أمر كاجتماعها على ذلك وهذا بمجرده دليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية مستقلة فى مفتتح كل سورة رسمها السلف والخلف فى مفتتحها والحمدلله على الاعتدال.
وأيضاً فإن من المأثور المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله: كل أمر ذى بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع(1) وكل أمر ذى بال لايبدأ فيه ببسم الله فهو أبتراً أو أجذم(2) ومن المعلوم أن القرآن أفضل ما أوحاه الله تعالى إلى أنبيائه ورسله وأن كل سورة منه ذات بال وعظمة تحدّى الله بها البشر فعجزوا عن أن يأتوا بمثلها، فهل يمكن أن يكون القرآن أقطع؟! تعالى الله وتعالى فرقانه الحكيم وتعالت سوره عن ذلك علواً كبيراً.
والصلاة هي الفلاح وهى خير العمل كما ينادى به فى أعلى المنائر والمنابر
ــــــــــ
(1) أخرجه بهذا اللفظ الشيخ عبدالقادر الزهاوى فى أربعينة بسنده إلى أبي هريرة ورواه السيوطى فى حرف الكاف من جامعة الصغير صفحة 91 من جزئه الثانى، وأورده المتقى الهندى فى صفحة 193 من الجزء الأول من كنزالعمال وهو الحديث 2497.
(2) أرسله الامام الرازى بهذا اللفظ حول البسملة من الجزء الأول من تفسيره.