/ صفحة 269/
وغيره أنهم كانوا يقرءون بعد أم القرآن سورة تامه من بسملتها حتى منتهاها كما هو مذهبنا ويدل عليه كثير من الاخبار(1).
وعن قتادة قال: سئل أنس بن مالك كيف كان قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كانت مداثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد الرحمن ويمد الرحيم.
وعن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف على فكلهم كانوا يجهرون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم.
أخرج هذه الاحاديث كلها وما قبلها أمام المحدثين أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابورى فى مستدركه. ثم قال بعد الاخير منها ما هذا نصه. إنّما ذكرت هذا الحديث شاهداً لما تقدمه ففى هذه الاخبار التى ذكرناها معارضة لحديث قتادة الذي يرويه أئمتنا عنه - ولفظه عن أنس قال. صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم - (ثم قال الحاكم): وقد بقى فى الباب عن أميرالمؤمنين عثمان وعلى وطلحة ابن عبيدالله وجابر بن عبدالله وعبدالله بن عمر والحكم بن عمير الثمالى والنعمان ابن بشير وسمرة بن جندب وبريدة الاسلمى وعائشة بنت الصديق رضي الله عنهم(2) كلها مخرجة عندى فى الباب تركتها ايثاراً للتخفيف واختصرت... الخ.
قلت: وذكر الرازى فى تفسيره الكبير(3) أن البيهقى روى الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فى سننه عن عمر بن الخطاب وابن عباس وابن عمر وابن الزبير، ثم قال الرازى ما هذا لفظه: وأما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ومن اقتدى فى دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى.
ــــــــــ
(1) فعن ابن عمر أنه كان لايدع بسم الله الرحمن الرحيم لام القرآن وللسورة التى بعدها أخرجه الامام الشافعى فى صفحة 13 من مسنده.
(2) فراجعه فى صفحة 234 الجزء الأول من المستدرك.
(3) أثناء الحجة الخامسة من حججه على الجهر بالبسملة صفحة 105 من جزئه الأول.