/ صفحة 168/
تعالى: ((سلام على الياسين...)) أفلم تستبدل بفتحة ((الياس)) كسرة تمد فتنجب ياء تلحق بها هذه النون المفتوحة التي رأيتها - على غير علم - ضرورة في ((الاخينا)) ؟
انى لاحسبها قاعدة عامة في مثل هذه الاحوال، وان للنون ومنها - التنوين - لمكاناً ملحوظا في لغة القرآن المبين، أعنى لغة العرب، فهو مثلها الاعلى فيما يرى الكافرون والمؤمنون.
اذن لا تثريب على القائل ((كشرّ بني الاخينا)) أو كما قال الاخر:
أقلى اللوم عاذل والعتابن *** وقولى ان أصبت لقد أصابن
ألم تسمع الاعلام ((حسنين)) و((محمدين)) و((عوضين)) وأشباهها. لقد يكون الاصل فيها أن الاسم ((حسن)) أو ((محمد)) أو ((عوض)) جاء في نثر أو شعر وبه ((نون)) متبعه كنون ((الياسين)) فتوهم اسماً هكذا وضعه، فجرت التسمية كما هي الآن، وتنوسى الاصل. لقد كان الوهم منشأ أسماء كثيرة منها ((ياسين)) فيما أرى، فهى بداية احدى سور القرآن كما تعلم، ولكنهم توهموها اسما ودرج الناس على أن يسموا أبناءهم ((ياسين)) ولعلك تذكر ((الحواميم)) في لغة ((الكتاب)) فهى علم على مجموعة من السور تبدأكلها بـ ((حم)) . لقد كان ممكناً أن تسمى الناس ((حم)) فيكون عندنا الشيخ ((حم)) كالشيخ ((يس)) مثلا.
قلت: في قول الشاعر ((إذا كنتمو متظلمينا)) نظر، فهو يعنى بالمتظلمين الظالمين أو المعتدين، في حين أن التظلم في اللغة الرسمية، بل في لغة بعض الكرام الكاتبين من الصحفيين، هو الشكوى.
فنحن نقول: ((تظلم فلان من كذا)) أي رفع ظلامته منه، ولقد قرأت اليوم في احدى الصحف ((فتح باب التظلم)) وليس المقصود بطبيعة الحال ((فتح باب الظلم أو الاعتداء)) .
قال. لو سمع قائل ((إذا ما كنتمو متظلمينا)) عبارة ((فتح باب التظلم)) فربما حسبها اذناً في الاعتداء. ألا فلتقلعوا عن هذ التعبير سواء أكنتم صحفيين أم كتبة في الدواوين.