/ صفحة 149/
أهل بيت الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعليهم، ثم لوجدنا هم كلهم أهل سنة لانهم جميعا يوجبون الاخذ بسنة الرسول متى وردت من طريق معتمد عليه، فنحن جميعاً سنيون، شيعيون، قرآنيون، محمديون.
* * *
وقال قائل منهم: ان جماعة التقريب تريد أن تقرب بين المذاهب الفقهية، وذلك غير ممكن فإن الشافعية إذا اختلفوا مع الحنفية مثلا في أن كذا من نواقض الوضوء أو ليس منها، لم يمكن حمل أحد المذهبين على الرجوع إلى الاخر، وإذا حكمنا بينهما فرجحنا رأى هؤلاء في مسألة ورأى أولئك في أخرى وهكذا، لم نفعل أكثر من أننا زدنا مذهباً على المذاهب الموجودة فهو تشعيب لاتقريب.
وانى أقول لهذا القائل: اننا لم نجعل من أهدافنا ادماج المذاهب الفقهية بعضها في بعض، فإن الخلاف أمر طبيعى، وهو في الفقه مبنى على أصول ومدارك كلها في الدائرة التي أباح الله الاجتهاد فيها، فلا ضرر منه، بل فيه خير وسعة، وتيسير ورحمة.
وهبنا قصدنا إلى التوفيق فما ضرره؟ ألم يقل الشافعى مثلا: هذا قولى وما رأيته، وإذا صح الحديث فهو مذهبى، واضربوا بقولى عرض الحائط، أو لم يرد مثل ذلك عن كل مجتهد؟ بل أليست هذه هي القاعدة التي أوجبها الله علينا في كتابه إذ يقول ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) فطلب الينا عند الاختلاف أن نرد الأمر إلى الله ورسوله، والرد إلى الله هو العمل بكتابه، والرد إلى رسوله هو العمل بسنته.
وهل لذلك من معنى الا أن يعدل أحد المختلفين عن قوله المخالف لما تبين أنه قول الله أو رسوله إلى قول صاحبه الموافق لهما، وهل هذا الا سبيل المؤمنين ((و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)) .