/ صفحة 124/
((و لقد أخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقال الله انى معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلى وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسناً لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات تجرى من تحتها الانهار، فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل)) .
وهكذا نجد مكانة الصلاة عند الله وفي دينه عنصرا تالياً لعنصر الايمان في جميع الرسالات وعلى ألسنة جميع الرسل، وقد جاء الإسلام فنسج على منوال الرسالات المتقدمة، وجعلها ركنا من أركان الدين، وأفاض في ذكر فوائدها ما أفاض، وأمر بالمحافظة عليها وبالقيام فيها لله مع القنوت والخشوع، وكمال التوجه إليه والتفرغ له، وقال: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)) .
عناية الإسلام ببيان صفتها وأحكامها وجميع ما يتصل بها:
نعم لم يتصل الينا من طريق موثوق به كم كان عدد الصلاة في السابقين، ولا كيف كانت صفتها وأحكامها، وقد جاء في الإسلام الذي أكمل الله به دينه: جميع ما يتعلق بالصلاة من هذا الجانب، فبين أنها خمس صلوات في اليوم والليلة، وأنبأت الاحاديث القولية الصحيحة، والسنة العملية المتواترة منذ عهد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى يومنا هذا عن: عددها، وكيفيتها، وأوقاتها، وقد ذكر منها في القرآن الكريم صلاة الفجر، وصلاة العشاء، وذلك حيث يقول في آية الاستئذان من سورة النور: ((من قبل صلاة الفجر)) . ((و من بعد صلاة العشاء)) .
وذكر صلاة الظهر بذكر وقتها في قوله تعالى من سورة الاسراء: ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)) ودلوك الشمس هو زوالها عن كبد السماء، وهو أول وقت الظهر، وقد قال كثير من المفسرين أخذا من الاحاديث التي صحت عندهم: ان الصلاة الوسطى المذكورة في آية المحافظة على الصلوات هي صلاة العصر.
هل يؤخذ عدد الصلوات المفروضة من القرآن:
وأخذ بعضهم من عطفها على ((الصلوات)) مع ملاحظة أن الصلوات جمع وأن