/ صفحة 100/
الإسلامي، ومعاهد التعليم الإسلامية بصفة عامة، والازهر الشريف بصفة خاصة، وبين الحين والحين تقوم زوبعات في العالم الإسلامي، يثيرها قوم من طراز خاص، حول أهمية علماء المسلمين، ومعاهد الدين التعليمية، أو عدم أهمية هؤلاء، وتلك، وفي كثير من الاحيان يقع الهجوم على الدين ورجاله ومعاهده من قوم يلبسون مسوح الاصلاح والغيرة على الدين والاثار الإسلامية، والنصيحة لالائمة والخاصة والعامة. وعجيب أن تقع تلك التوجيهات القاسية ((الشيطانية)) ممن لم يعرف بأثر في الاصلاح والنصح والغيرة، أو ممن أخذ عليه الحاد في الدين، وتحريف للكلم عن مواضعه باسم الفن تارة، أو التفلسف تارة أخرى، وعجيب أنهم يؤمون بأن الدين متمكن من نفوس الناس، وأن منزلة علماء الإسلام في نفوس بنيه تعظم كلما تحامل عليهم هؤلاء، ويؤمنون بأنهم يلبسون الحق بالباطل. وأن لعبهم هذا ليس من ورائه طائل، ولكنهم لفائت خاص فاتهم. حاقدون. وهم لهذا يشوهون الحقائق، ويسرفون على الدين ورجاله، ويربطون أحيانا بين الدين وبعض علمائه المنحرفين في نظرهم، كما يستدل خصوم الإسلام بضعف المسلمين اليوم على تفاهة دينهم، وعدم صلاحيته لتطورات الزمن.
ومن سوء حظ هؤلاء الذين يخاصمون المثل العليا الفاضلة، أن ما وقع في أوربا المسيحية، لايمكن أن يقع في بلاد المسلمين، للاختلاف الشديد بينهما من الجهات الاتية:
(1) طبيعة الإسلام وطبيعة المسيحية.
(2) والشرق غير الغرب.
(3) والازهر وما ماثله من الجامعات الدينية في بلاد الإسلام غير معاهد التعليم الكنسية.
(4) والقومية هنا غير القومية هناك.
فخصائص الشرق وقومياته، والإسلام ومعاهده ورجاله، تكاد تكون واحدة، وأهداف الإسلام ورجاله، هي نفسها أهداف القوميات الشرقية ورجالها،