/ صفحة 83 /
ودحضه بالحجة والبرهان، وعندها سيميز الله الخبيث من الطيب، ويعرف الناس الحق والباطل، ولا تحتاجون إلى مصادرة أو مقاومة أو اعتساف، وأما حين تحبسونه فانكم تحيلونه صوتاً مزعجاً مريبا، وكل محجوب مطلوب.
ولقد ظهرت كتب فيها أشياء تخالف الإسلام، وكان من الممكن في يسر وسهولة أن ندعها تمر، وأن تعكف طائفة من الفقهاء المختصين على بحثها وتزييف باطلها، ودحض مفترياتها، واعلان عوراتها بين الناس دون ذكر للأسماء والألقاب ـ الا تلميحاً ـ حتى لا تكون هناك ضجة تستغل لكسب الشهرة والذيوع، ولكن الذي وقع أننا أقمنا الدنيا وأقعدناها من أجل هذه الكتب، وحاولنا حجبها فسارت وذاعت، وكسب أهلوها ما كسبوا، وليس في أيدينا من القوة ما يكفى، فضربنا كفاً بكف، وعدنا نبحث عن طريق للعلاج.
ويتصل بهذا أيضا أن كتبا تأتينا من الخارج فإذ وجدنا فيها ما يخالف الدين صادرناها، مع أن النسخ الواردة قليلة جدا، وملايين النسخ أو آلافها قد قرئت في الخارج، والإسلام في حاجة إلى تصحيح الأخطاء المفهومة عنه هناك، وقد كان الواجب أن ندرس هذه الكتب، وأن نرد على أخطائها، وأن نعمل على إذاعة هذه التصحيحات بلغات تلك الكتب، وفي البيئات التي طبعت فيها وقرئت.
على أن سلطان المصادرة وحدها قد يساء استعماله، ان لم يكن اليوم فغدا، وتلقف الشبهات ثم تقنيدها علميا ثم إظهار الرد عليها مما يحرك همم رجال الدين وعلماء الملة، وبذلك تزيد ثقافتهم وتتسع مداركهم، وتظهر على أيديهم عند البحث والتنقيب كنوز الدين المطوية.
* * *
وهناك أشياء أُخرى يجب أن نعطيها اهتمامنا وعنايتنا لنسير نحو حياة دينية أفضل، وهذه الأشياء لو بسطنا الحديث فيها لطال، ولذلك نضعها بين الأيدي الأمينة، وعلى مرأى العيون البصيرة رؤوس مسائل وعناوين بحوث، والتلميح يغنى عن التصريح.