/ صفحة 6/
اهتمام القرآن في هذه السورة وغيرها بشأن المال:
و قد جاء في السورة مما يتصل بالجانب المالي ما يشبه أن يكون قاعدة عامة في المحافظة على الأموال. ذلك لأن الأموال عنصر من العناصر التي لا بد منها في الحياة، وأن كل ما تتوقف عليه الحياة في أصلها وكمالها، وسعادتها وعزها من علم، وصحة، وقوة، واتساع عمران، لا سبيل للحصول عليه إلا بالمال، وقد نظر القرآن إلى الأموال هذه النظرة الواقعية فوصفها بأنها قوام الحياة، وحذر تركها في أيدي السفهاء الذين لا يحافظون عليها، ولا يحسنون التصرف فيها، عمارة الكون، أمر بتحصيلها عن طريق التجارة، وعن طريق الزراعة، وعن طريق الصناعة، وسمى طلبها ابتغاء من فضل الله، كما وصفها نفسها بأنها زينة الحياة الدنيا ومتاعها، وبلغ من عناية القرآن بالأموال أنه طلب السعي في تحصيلها بمجرد الفراغ من أداء العبادة، واقرأ في ذلك قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله، واذكروا الله كثيراً لفلكم تفلحون".
و آيات التنويه في القرآن بشأن المال، والحض على تحصيله واستثماره بالوجوه المشروعة كثيرة منوعة، وقد جعل القرآن الاقتصاد في صرف المال ووضعه في مواضعه التي تعود بالخير على الفرد والجماعة من صفات عباد الرحمن، "الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" والذين يقدرون رحمة الله لعباده من التمكين المالي "و الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان