/ صفحة 419/
الأندلس الجند الكثيف الممتلئ إيمانا ورجولة على جيوش الأسبان الذين هاجموا المسلمين ـ وكانت واقعة الزلاقة المشهورة هي أبرز وقائع جيش المرابطين ـ وبعد الانتصار على الأعداء قام بحركة إصلاح في الأندلس ـ إصلاح ديني أخلاقي، لأن المسلمين في الأندلس انهزموا أمام أنفسهم قبل أن ينهزموا أمام عدوهم.
لا تزال قبيلة لمتونة هذه، أو الملثمين، أو المرابطين، تغطي صحراء شمال إفريقية، وتقوم بالتجارة فيها، ولا يزال لهم الدين القويم، والخلق الكريم، وهم كما عرفهم التاريخ يغطي وجوههم النقاب، وأشهر أماكنهم التي يسكنونها في الصحراء هي تبستي، وجبال الهجان، وقد كتب عنهم الرواد والباحثون من الفرنسيين وغيرهم، ودرسوا أحوالهم في حياتهم الحاضرة والماضية، وحبذا لو عني المسلمون بترجمة هذه المؤلفات، ودراسة هؤلاء الأقوام الذين هم منا وإلينا وتجب علينا العناية بهم والاتصال، حتى نعرف ما يحتاجون إليه، ويعرفوا عنا ما وصلنا إليه، فمن المخجل أن يتصل بهم الأجانب، ويجوسوا خلال ديارهم، ولا تبحث نحن عنهم، ولا نحاول حتى التعرف إليهم من خلال صفحات الكتب التي ألفها غيرنا، وهم الذين سجلوا تلك الصفحات الناصعة في تاريخ الإسلام.
ــــــــــ
تنعي (رسالة الإسلام) بمزيد الحزن والأسف إلى العالم الإسلامي عالمين جليلين من أعضاء التقريب المراسلين ومن العاملين المبرزين: أولهما المغفور له سماحة العلامة الشيخ محمد تقي الخوانساري، وهو رجل له مواقفه التاريخية العظيمة في القضايا الإسلامية وفي تأييد فكرة التقريب، وثانيهما: المغفور له العلامة الشيخ راضي آل ياسين من علماء الكاظمية بالعراق ومن أسرة آل ياسين المعروفة بالعلم والتقوى. ويؤسفنا أن آل ياسين والجامعة العليمة بالنجف الأشرف فجعا من قبل يفقد عالم له مكانته في العلم والرياسة هو العلامة الأجل المرحوم الشيخ محمد رضا آل ياسين.
و(رسالة الإسلام) إذا تذكر هؤلاء العلماء الأجلاء بالثناء وعرفان الجميل تسأل الله تعالى أن يجزيهم عن دينهم وأمتهم جنات خالدة، وأن يثيب آلهم الأقربين وسائر أهل العلم والدين عنهم ثواب الصابرين المحتسبين.