/ صفحة 381 /
المبحث الأول: هل للإسلام نظرية سياسية؟
المبحث الثاني: ما مصدر السلطة السياسية في الإسلام؟
المبحث الثالث: هل يربط الإسلام بين الدين والسياسة؟
المبحث الرابع: إلى أي مدى يربط الإسلام بين الدين والدولة؟
وسنحاول الخوض في كل مبحث من هذه المباحث، كل على حدة، لنصل من وراء ذلك إلى تحديد موقف الإسلام الحقيقي من الدولة.
المبحث الأول:
هل للإسلام نظرية سياسية؟
ــــ
إن الغرض من هذا السؤال، هو معرفة ما إذا كان الإسلام قد ترك للمسلمين نظاما للحكم أو أشار عليهم باتباع نظام سياسي معين. والذي أعرفه عن طبيعة الإسلام، أنه نظام سياسي كامل. وليس لأحد أن يدعي فهم الإسلام على وجه صحيح، إذا لم يدرك أن الإسلام ليس نظاما سياسيا كاملا فحسب بل نظام سياسي عالمي أيضا ونحن إذا أردنا أن ندلل على وجهة نظرنا هذه لم نحتج إلى جلب الدليل من مكان بعيد، بل الدليل في متناول أيدينا. فالنظام السياسي لكي يكون حقيقة راهنة لابد أن يسبقه وجود دعامتين يزتكز عليهمأ.
الدعامة الأولى: وجود نظرية للحكم مستمدة من نص صريح في دستور الأمة يعين أو يشير إلى نوع هذا الحكم، ملكي إرثي هو، أو جمهوري انتخابي مثلا
الدعامة الثانية: وجود نواة التشريعية لمؤسسات الدولة.
أما الدليل الذي يؤيد قيام الدعامة الأولى في موضوعنا، فدستور الإسلام، إذ نجد فيه سورة اسمها (الشورى) هي الثانية والأربعون في ترتيب السور. وقد انتزع اسمها من الآية الثامنة والثلاثين، دلالة على أهمية المبدأ الذي ورد فيها، لأنه