/ صفحة 333 /
الأرض وما عليها لله وحده، وهو بها ولا شريك له في ذلك، وليس لفرد ولا لطبقة من الناس ولا لأمة، بل ليس للانسانية جمعاء أن تدعي حق (السيادة) أو الولاية التامة أو الجزئية، بل إن لله وحده حق التشريع والأمر والحكم، فالدولة في الإسلام ليست إلا اجتماع أشخاص يعملون معاً لتنفيذ مشيئة الله وأوامره، ويتحقق هذا عن طريقين: إما أن إنساناً يتلقى شرائع الدولة من عند الله مباشرة، أو أن إنسانا يهتدي بهدى إنسان آخر تلقي هذه الشرائع من الله وبذلك يعمل جميع الناس متحملين للمسئولية الفردية والجماعية أمام الله لا أمام الناخبين، ولا أمام الملك، ولا أمام الحاكم بأمره (الدكتاتور) ويعملون وهم يؤمنون بأن الله يعلم كل شيء ظاهر أو خفي، وأنه لا يخفى عليه شيء وأنه لا مفر من الله حتى ولا بعد الموت.
ثم يشرح المؤلف بعد ذلك الفروق بين صفات الحكام في دولة الغرب، وصفات الحكام في الدولة الإسلامية، وما يترتب على صفات كل من الفريقين من نتائج سياسية واجتماعية.
ومما هو جدير بالذكر أن المؤلف إنما يتكلم عن (الدولة الإسلامية) وهو يعني النظام السياسي المستمد من القرآن، وإذا أشار إلى دولة إسلامية وجدت في التاريخ فإنه لا يشير إلا إلى الدولة الإسلامية في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وفي عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.
طريقة الثورة الإسلامية:
ولكن تتحقق الدولة الإسلامية لا بد من حركة تقوم على نظرة إسلامية للحياة ـ لها مُثُلها الإسلامية العليا في الوجود، ولها تقديرها الخاص للأعمال والأخلاق، وهو تقدير منبعث من روح الإسلام، ويجب أن يكون قادة الحركة مستعدين استعداداً نفسانياً وروحياً لقبول ما يتصف به القائد المسلم من صفات. وهؤلاء القادة يستطيعون بالجد والمواظبة والاخلاص أن يشيعوا في مجتمعهم أخلاق الإسلام، ثم يعمم بعد ذلك نظام من التعليم يصب الجماهير في قالب إسلامي