/ صفحة 146 /
نعرض عنه غير آسفين، وأن نلقي به في زوايا الإهمال والنسيان غير مترددين، وأن نعلم أن الله لن يسألنا يوم نقف بين يديه عن تلك المسائل التي لم يأمر بها رسوله، ولم يشتغل بها أصحابه، وإنما هو سائلنا عن ديننا وميراثنا الذي ورثناه عن نبيه: هل بلغنا رسالته، وأدينا أمانته، وبسطناه للعالم في صورته الصحيحة، وجليناه في ثوبه الأبيض الناصع? أو نحن تركناه وتخلينا عنه، وأعنا بمظهرنا وأعمالنا عليه، حتى لعبت به الأهواء، وعبثت به الأعداء?.
* * *
هذه بعض الخواطر التي تجول في نفسي كلما قرأت عن جهود جماعة التقريب ومجلتها لقوية (رسالة الإسلام) وكم أنا مستبشر خيراً بهذه الجهود للإسلام والمسلمين، فإن إصلاح الأفكار، وتنقية الصدور من الأحقاد والإضغان، والدعوة إلى الألفة والاتفاق، والرجوع إلى الينابيع الأولى الصافية للدين؛ هي أساس نجاح الأمة، وإفاقتها من غقوتها، ونهوضها من كبوتها.
أسأل الله تعالى أن يعينكم ويصلح بالكم، كما أسأله أن يهب أمتنا العزيزة في مشارق الأرض ومغاربها من لدنه رحمة، ويهيء لها من أمرها رشدا (إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم).