/ صفحة 104 /
وقد جاء التصريح بذلك في الكتاب الكريم حيث يقول جل شأنه:
1 ـ "وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون" 168 / الاعراف.
2 ـ "ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون" 35 / الانبياء.
فمن البلاء بالنعمة ما ورد في قوله تعالى: "فلما رآء مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي لبلوني أأشكر أم أكفر" 40 / النمل.
ومن البلاء بالنقمة ماورد في قوله تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات" 155 / البقرة.
* * *
والمعنى الحقيقي الذي هو الاختبار والتعرف إنما يكون فيما أسند إلى غير الله، أما ما أسند اله تعالى فالمراد به ـ في أي موضع ورد ـ ما يلزم المعنى الحقيقي من اظهار جودة المختبر أو رداءته دون التعرف لحاله والوقوف على ما يجهل من أمره إذ كان الله علام الغيوب.
فما جاء على المعنى الحقيقي قوله تعالى: "هنا لك تبلو كل نفس ما أسلفت". 30 / يونس.
في قراءة من قرأ "تبلو" بالناء والمعنى تختبر كل نفس وتذوق ما أسلفت من العمل وتعانيه مستتبعاً لآثاره من نفع أو ضر.
ومما أسند إلى الله عزوجل قوله تعالى: "و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم" 165 / الانعام.
أي ليعاملكم معاملة من يختبركم حتى يظهر أمركم.
* * *
(أ) ورد من هذه المادة في الكتاب الكريم، ماضي الثلاثي المجرد ومضارعه ومصدره.