/ صفحة 69 /
والثناء البليغ على علمه وفضله، لتعلم أنه من الفضل والانصاف وطهارة النفس في مرتبة عالية).
وفي الحق، إن المصنف العالم الثقة الكبير جرى على أن يذكر أولا الأقوال والآراء المعروفة عن أه السنة، ثم يذكر أخيراً ـ إن رأى ضرورة لذلك ـ آراء أهل مذهبه في غير إلحاح على نصرتها أو بيان أنها وحدها الحق، وذلك لعمري منهج مقبول كل القبول، وتلك أمانة في رواية الآراء والمذاهب مشكورة كل الشكر.
5 ـ وأخيراً، إن نشر هذا الكتاب أصبح ضرورة علمية، وذلك مع شدة الحاجة له، حتى لا يستغني عند الرجوع إليه والإفادة منه كل من يتصدى للتفسير في المجالس العالية من كبار الشيوخ والعلماء.
ونشر هذا الكتاب القيم يعتبر ـ في رأينا ـ ضرورة أيضاً من ناحية أخرى، هي ناحية التقريب بين المذاهب الإسلامية، وهذا ما لا يكون إلا بعد معرفة كل مذهب من هذه المذاهب ـ التي يراد التقريب بينها ـ معرفة حقيقية من ناحية أصحابه لا خصومه، وحينئذ نعرف إلى أي مدى يشتمل هذا المذهب وذاك من الحق في النواحي المختلفة، والي أي مدى يكون التقريب ممكنا بل واجبا بين أصحاب هذه المذاهب ما داموا جميعاً من أصحاب القبلة المسلمين حقا.
و (جماعة الأزهر للنشر والتأليف) حين اعتزمت نشر هذا الكتاب، وحين أعدت العدة لذلك بجمع مخطوطاته من هنا وهناك، قدرت ذلك كله، وقدرت أن القارئ سيعرف منه مذهب الشيعة الإمامية في (الأصول والفروع والمعقول والمسموع) كما يقول المؤلف نفسه، وإنه لا يمنع هذه (الجماعة) من المضي سريعاً فيما اعتزمت وقررت إلا بعض الصعاب التي نرجوان تتغلب عليها إن شاء الله، بمعونة من يُرجى منهم العون من كبار العلماء المعنيين بإحياء التراث الإسلامي المجيد، والله هو الموفق لكل خير، الهادي إلى سواء السبيل.