/ صفحة 433/
الباذخ، وهم عنها ذاهلون، وعن الانتساب إليها والإقبال بكلهم عليها إلى غيرها عادلون، أن الإمام جعفر بن محمد الصادق وولده المعصومين من ولد إمامهم الأعظم أبي بكر الصديق رضي الله عنه من قبل أمه، فان أمه أم فروة بنت القاسم الفقيه ابن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وهي بنت عم القاسم المذكور، فالإمام محمد بن علي الباقر صهر الصديق على ابنة حفيده القاسم، وكان يقول جعفر بن محمد ولدني أبو بكر مرتين، يعني بهما محمداً والقاسم، فالصديق رضي الله عنه جد الصادق، والكاظم والرضا والتقي الجواد والنقي الهادي والحسن الزكي العسكري ومهدي الأمة، فانظر ماذا صنع المفرقون بين الأمة، كيف أخرجوا أئمة أهل بيت الرسالة من ولد الصديق وعلومهم عن بيوتهم وتعلقوا بأذيال علوم قوم آخرون، وحالوا بين الصديق وأعلام شرفه وفخاره، وأطفئوا من أهل بيت الصديق مصابيح أنواره، فاليوم يوم التعلق بذيل الصديق في أهل بيته الصفوة، والاستغفار من كل غفلة وهفوة، وأول علائم التقريب العملي بين السنة والشيعة نصب كرسي تدريس الفقه الجعفري في الأزهر الشريف، والعناية الكاملة بجوامعه ومعاجمه، فيقفوا أثره سائر الممالك الإسلامية، وبذلك تقر عين الصديق وعيون الخلفاء الراشدين، ثم السني على تسننه، والشيعي على تشيعه، والمجتهدون على اجتهادهم بعد الجمع والتوفيق بين صحاح الامامية الثمانية التي طلعت شمسها من بيوت ولد الصديق والصحاح الستة التي ظهرت من بيوت قوم آخرين، غفر الله لهم ولنا ولجميع اخواننا المسلمين والحمد لله رب العالمين.