/ صفحة 39 /
ولعل الوعي الذي وجد عند أصحاب الفكر في كل طائفة، يجعل كل كاتب يسلك في تآليفه مستقبلا، طريقة لا تحصر تداول مؤلفاته في محيط طائفته، وتصرف عنها بقية الطوائف لما تشتمل عليه من طعون واقتراءات.
إن مشكلة الحكم والحكام التي كانت علة العلل في إثارة العواطف والصراع الطائفي، ليست ولله الحمد مشكلة اليوم، لو استثنينا بقعة من البقاع الإسلامية لا يزال حكامها يهتمون بدعايات من شأنها بث روح الفرقة، نسأل الله أن يكلل بالنجاح جهودنا معهم.
وإن حب الاستطلاع، وتثقيف الشعوب يخدمان جماعة التقريب في مهمتها، وإن تردد كثير من الكتاب والأساتذة على مكتبة دار التقريب للاطلاع على ما فيها من كتب الطوائف المختلفة، وتلهف المسلمين لتلقى فكرة التقريب واهتمامهم بنشراتها. كل ذلك يبشر بالخير ويدل على الاتجاه القوي نحو التقريب.
وإن الجماعة في تحقيق رسالتها لا تقرب بين الشيعة والسنة فحسب، بل تقدم خدمة علمية جليلة، إذ تكشف عن ثقافة إسلامية مستمدة من أفكار موزعة وكتب محجوبة، وشخصيات محتكرة على طوائف معينة، فتظهر للعالم الإسلامي، بل للإنسانية كلها أعظم ثقافة فكرية ناضجة تأملها البشرية، والله المستعان.