/ صفحة 330 /
ويحَكى كتابكم أيضاً، أنه قد ألم بصحتكم الغالية طارى ء من المرض، كما ألم بى، فاعتكفتم في البيت حاملين لهمين ممضين: هم نفسكم وهم ّ قومكم، وأن اطالة التفكير في حالد الأمة، توجب لكم من القلق والحزن، ما الله به عليم.
هكذا ينبغى أن يكون رجال العلم ورجال الإسلام، مهما حاقت بالمسلمين زلازل الفتن، وأحاطت بهم نوازل ألحن، فأسأل الله عز سلطانه، أن يلبسكم لباس العافية، ويوفقكم لخدمة الإسلام والمسلمين، ولما يوجبه الاهتمام بأمر الأمة في مثل هذا الزمان، من أمثال جنابكم الذين وقفوا أنفسهم لخدمة هذه الأمة، ودرء عوادى المفسدين والملحدين عنها. انه قريب مجيب.
ان هنا أمورا كنت أحب ابداءها لكم، لكن حالى لا تساعدنى على ذلك. والسلام عليكم وعلى من أحاط بكم من المؤمنين الصادقين ورحمة الله وبركاته.
17 من رمضان سنة 1370 هـ
* * *
السكرتبر العام لجماعة التقريب:
يهيأ هذا العدد من مجلة (رسالة الإسلام) ويصدر، والأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ محمد تقى القمى في رحلته بايرآن، بعد أن مكث بالقاهرة آخر مرة عامين كاملين، بعيداً عن بلاده ومصالحه عا كفاَ على خدمة التقريب ورسالة الإسلام.
والنفس تلتفت إلى هذا الرجل الصابر المحتسب، الذي يضرب أروع الأمثال في الجهاد لفكرة آمن بها قلبه، وأيقن أنها أساس قوة الإسلام. تلتفت إليه النفس اجلالا واكباراً، وتقديراً وعرفانا، ولوكان فضيلته هنا، لما استطعنا أن ننشر هذه الكلمات اليسيرة، لأنه كما يأخذ نفسه بالتقشف في حياته، والتوفر على فكرته، يأبى أن يُذكر شخصه، أو يُشاد بعمله، فهى فرصة ننتهزها لنحيى الرجل المؤمن العامل الصامت وهو في دياره بين أهله وقومه، وندعو له بدوام