/ صفحة 329 /
إن الأمة الإسلامية الآن أحوج ما تكون إلى رجال صادقى العزم، راجحى الوزن، يجاهدون في الله حق جهاده، ليدرءوا عنها غوائل الفتن، ونوازل المحن، فقد تألبت قوى الشر، وتجمعت عناصر الفساد، وزلزل المؤمنون في كل قطر من أقطارهم زلزالا شديداً، وكأن قد أتى الزمان الذي أنبأ الصادق الأمين:ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ـ أن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، وإنّما مثل أهل العلم من المؤمنين الصادقين كأطواد راسية أو حصون منيعة ألقاها الله في الناس أن تميدبهم الأرض من فتنة أو جهالة، أو كنجوم ثاقبة في دليل داج، ترشد السارين، وتهدى الحائرين. فادع الله معى أن يحفظ هؤلاء ويكثر في الأمة منهم، وينشر عليهم رحمته، وينزل عليهم سكينته، ويؤيد بهم الحق والدين، ويهزم بهم المبطلين والملحدين والمفسدين، انه على ما يشاء قدير، وبالاجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
14 من شعبان سنة 1370 هـ
وقد تأثر صاحب السماحة العلامة الأكبر بهذا الكتاب الذي يدل على ما تنطوى عليه نفس فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر وكبير علماء السنة من عواطف كريمة نحو اخوانه المؤمنين، وحرص على نهوض الأمة الإسلامية نهضة تعيد إليها سابق مجدها وعزها، فأجاب بهذا الكتاب: حضرة صاحب الفضيلة الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الجامع الأزهر ـ دامت افاضاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد ـ فقد بلغنا كتابكم الكريم الحاوى للعواطف الإسلامية السامية، يحكى لنا أنه لما بلغكم عن طريق المذياع أن صحة هذا العبد قد ألم بها طارىء من المرض، أسفتم لذلك، ودعوتم الله تعالى أن يعيد له الصحة فأشكركم على ذلك، وأسأل الله تعالى أن يبدّل التعارف والتعاطف بين المسلمين، مما كان بينهم من التناكر والتدابر والتقاطع، انه على ما يشاء قدير.