/ صفحة 32 /
وكان المصريون القدامى والبابليون والبراهمة الهنديون والفرس يتخذون الأرقاء ويعاملونهم بقسوة وحشية.
وكان اليونانيون الأولون يتخذونه أيضاً، وأقره كبار فلاسفتهم، ومنهم أفلاطون وأرسطو، بل زعم الاخير أن أرواحهم كأرواح الحيوانات غير مخلدة. اما الرومانيون فقد توسعوا في الاسترقاق إلى حد بعيد؛ واتفقت الأمم القديمة على استعمال القسوة ضد الأرقاء.
وقد أقر الاسرائيلوين الاسترقاق ولم يتناولوه بأقل تغيير.
ولما جاءت الديانة المسيحية اعتبرت الاسترقاق شرعيا، وقد ذكر العلامة (دريبر) الأستاذ بجامعة (هارفارد) بالولايات المتحدة الأمريكية: أن آباء الكنيسة كانوا يكاثرون الكونتات في اقتناء الأرقاء.
أول قانون صدر في أوروبا لتخفيف ويلات الاسترقاق كان قانون الامبراطور (بترونيا) الروماني، وهو يحرم على السادة إلزام ارقائهم بمقاتلة الوحوش إلا بآذن القاضى!.
وفي عهد الإمبراطور أنتونان الروماني صدر أمر يقضي بأن من يقتل عبده يعاقب بغرامة!
نعم صدر قانون في عهد الإمبراطور (كلوبوس) الروماني يقضي بأن من يقتل عبده يعتبر مرتكباً لجناية القتل،، ولكن بطل العمل بهذا القانون بموت واضعه.
وأول قانون صدر في شأنهم بعد القرون الوسطى كان سنة (1685) وقد جاء فيه: انه إذا اعتدى أحد الزنوج أقل اعتداء على سيده، أوعلى أحد الأحرار، أو ارتكب أخف السرقات، فان جزاءه القتل.
وصدر في عهد لويز الرابع عشر الفرنسي أي في القرن الثامن عشر هذه الفقرة: (إن مِن توفية حق النظام أن لا نتنازل عن احتقار الجنس الأسود مهما