/ صفحة 316 /
البترول الإيراني:
ولا يزال الموقف في إيران مضطربا، وقد ظلت مشكلة البترول تحتل المكان البارز في صحف العالم جميعاً خلال الثلاثة الأشهر الماضية، وكان آخر ما وصلت إليه تطورات المشكلة، أن إيران بعد أن قبلت المفاوضه مع شركة البترول الإنجليزية الإيرانية، وبعد أن وصل وفد الشركة إلى عبدان لمفاوضة ممثلى حكومة إيران في تسوية المشكلة; بعد أن حدث هذا كله، أعلنت طهران أنها لن تدخل في المفاوضات الا إذا حصلت على 75 0/ 0 من ايرادات الشركة منذ 20 مارس الماضى، أي من تاريخ موافقة البر لمان الإيراني على قرار تأميم الزيت. وهددت بوقف البترول عن بريطانيا إذا لم تقبل الشركة شرط الحكومة، ورفضت الشركة، ولكنها تركت الباب مفتحواً بأن عرضت على الحكومة الايرانية استعدادها لدفع عشرة ملايين من الجنيهات تحت الحساب حتى تتم التسوية النهائية للموقف، ؤ أصرت طهران على موقفها مما أدى إلى قطع المفاوضات، والى أن تقرر إيران الاستيلاء على منشآت شركة البترول، وأن تكلف مجلس ادارة مؤقت بتولى استخراج البترول وتكريره وبيعه لمن يرغب في شرائه، ولا سيما عملائها السابقين، وذلك وفق الأسعار العالمية.
وهكذا بلغ التوتر بين إيران وبريطانيا أقصاه، ولم بعد أمام انجلترا بعد أن اتخذ الإيرانيون هذه الخطوة الا أن تسلك احدى وسائل ثلاث: فاما أن تعرض النزاع على هيئة محكمة العدل الدوليد، واما أن تفرض العقوبات الاقتصادية على إيران. ثم ثالثة الأثافي وهو التدخل العسكري، وبالرغم من أن بريطانيا قد لجأت إلى بعض مظاهر تشعر بأنها قد تغامر فتسلك الطريق الأخير، فألغت المناورات الجوية السنوية في منطقة القنال، وعقد كبار قوادها مؤتمرا في فابد لدراسة احتمالات الموقف، وحشدت فيما يقال قوات برية كبيرة في البصرة، ونقلت لواء المظلات إلى قبرص، وأعدت العدة لترحيل الرعايا البر يطانيين ; بالرغم من