/ صفحة 291 /
هذا مثل واحد فيه الكفاية على ما نعتقد، لنعرف أي طريق سلكه ابن عربي في تفسير القرآن! طريق جعل القرآن الكريم كأنه نصوص في الفلسفة الارسطية حينا، وفي الفلسفة الافلاطونية الحديثة حيناً آخر! وكل هذا يشهد لمذهبه القائم على وحدة الوجود، أي على عدم الاعتراف بوجود خالق ومخلوق بالمعنى الذي يعقله العقل، ويقول به الدين الحق.
* * *
وأخيراً، نحب أن نختم هذه الكلمة ببيان أن ابن عربي لم يضف إلى الادب الفنى
"موضوعا لم يطرق من قبل وهو موضوع القصة في الفلسفة، كما جاء ببحث "ابن عربي في التفكير الإسلامي" المنشور بالعدد السابق من هذه المجلة. (جمادي الآخرة سنة 1370 هـ ـ ابريل سنة 1951 م) فان من المعروف أن لابن سينا قصة "حى بن يقظان" التي تسمى أيضاً "الرسالة الطبرية"، وهي مطبوعة ومخطوطة. كما أن له قصيدته العينية المشهورة، وهي ليست الا قصه النفس في فترات وجودها المختلفة.
وبعد ابن سينا نجد الفيلسوف الاندلسى "ابن طفيل" يكتب في بيان فلسفته قصته المعروفة: "حي بن يقظان". ومن المعلوم أن كلا من هذين الفيلسوفين سبق ابن عربي في الوجود والحياة، وإذا لا يمكن أن يكون قد طرق في هذا السبيل موضوعا لم يطرق من قبل، بل أنه لم يسم بعض ما كتب باسم "القصة" كما فعل الشيخ الرئيس في المشرق، وابن طفيل في المغرب.