/ صفحة 261 /
بعد هذه المقدمة الخاطفة التي كان لابد منها، ندخل في موضوعا الأساسي في النطاق الآتى:
1ـ الاقتصاد الرأسمالي، ماله وما عليه.
2 ـ الاقتصاد الشيوعي، ما له وما عليه.
3 ـ الاقتصاد الاشتراكي، ماله وما عليه.
4 ـ الاقتصاد الإسلامي.
"أولا" ـ الاقتصاد الرأسمالي
يقوم الاقتصاد الرأسمالي على أساس حرية الفرد، في أن يعمل المرء ما يروقه من الأعمال التجارية والصناعية وما يتبعها من معاملات، وأن ينتج الأصناف التي يختارها والكمية التي في وسعه انتاجها، وأن يتعامل مع غيره بكل ما يستطيع من حرية، وبعبارة أخرى: ان الاقتصاد الرأسمالي يرتكز على سياسة الباب المفتوح laissez faire في الداخل والخارج، ولهذا أطلقوا عليه أيضاً اسم الاقتصاد الحر، والاقتصاد الفردى، لأنه يعنى بمصلحة الفرد ولا يتعرف على مصلحة المجتمع. وقد وجد علماء الرأسمالية أنه لكي تكون الحياة الاقتصادية سوية طبيعية لا بد أن تكون مستندة إلى أسس ثلاثة:
1 ـ المصلحة الشيخصية، كهدف.
2 ـ المزاحمة، كوسيلة.
3 ـ الحرية، كشرط.
نادوا بالمصلحة الشخصية، لأن واقع الإنسان، أنه لا يعمل إذا لم يكن له مصلحة شخصية، وهي تأمين أرباح تغطى نفقاته ونفقات عائلته، وتضمن له وفرا لأيام العطالة والمرض والشيخوخة، ووفرا آخر لتجديد ما خلق من وسائل عمله.
ونادوا بالمزاحمة كوسيلة، لأن الإنسان مسير في أكثر أعماله بخلقه أكثر مما هو مسير بذكائه وعقله.فهو أبداً خاضع للقوانين النفسية التي يسيطر عليها عالم