/ صفحة 252 /
الآراء الاجتماعّية
في نهج البلاغة
لحضرة الأستاذ عبد الوهاب حموده
أستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول
لسنا بصدد تحقيق نسبة كتاب "نهج البلاغة" إلى الامام على رضى الله عنه، أو إلى جامعه الشريف الرضى، فان لذلك مجالا غير هذا.
غير أنه مما لا شك فيه عند أحد من أدباء هذا العصر، ولا عند أحد ممن تقدمهم في أن أكثر ما تضمنه "نهج البلاغة" هومن كلام أمير المؤمنين رضوان الله عليه.
وعلى ضوة هذا الرأى نحن ننظر في الكتاب فنبحث في مطاويه، ونمتع الذهن بأسرار معانيه، ونستخرج منه الآراء الناضجة الا جتماعية، والأفكار الخالدة الانسانية.
وان الباحث ليتملكه الدهش حين يرى لأدب آل البيت جميعا سمات خاصة وخصائص متمايزة، لافرق في ذلك بين رجالهم ونسائهم وخطبائهم وشعرائهم.
فان لأدب كل جماعة سمات تستمد من وجداناتهم، وصدق عواطفهم، ونبل مقاصدهم، ودقة مشاعرهم.
فمن سمات أدب آل البيت صدق العاطفة. وجزالة الأسلوب، وسمو المقصد، وحرارة العبارة، وقوة الايمان، ورسوخ العقيدة، وتوقد الوجدان.
ولا عجب في ذلك، فان الأدب ينهض في عصور المشادة لاعصور اللين والأمن، وان عصور الأمن عصور طراوة ودعة لاتحفز النفوس، ولا تستثير قواها الكامنة.