/ صفحة 251 /
انه ما من فيلسوف أو مشترع ممن عنى العالم بنشر آرائهم ومذاهبهم الا تؤخذ عليه سقطات، وتسجل عليه انحرافات، سوى خاتم المرسلين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، فان كل ما قاله اصول لامعدى عنها لأمم تريد أن تعيش كريمة، وقواعد لابد منها لا رواح تتعطش ان تنال البر وتقيمه، لاتصادف فيها عوجا ولا أمتا، ولا تجد فيها النفوس الكريمة ما يصدها عن ان تتخذه لبلوغ غاياتها سمتا، بل ولايعثر فيها النقاد على مثل ما يعثرون به في كثير من المذاهب الفلسفية من الشطط المؤدى إلى الحيرة، أو الغلو الباعث على العجز.
هذه النفس التي أعدها الحق أمينة على وحيه، وامدها من فضله بما اهّلها لأن تكون واسطة بينه وبين خلقه، جديرة بما أسند إليها من هداية عباده، وخليقة بأن
يختصها بمنزلة من الكرامة لم تنلها غيرها وهي الماثلة في قوله تعالى:
"ان الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".