/ صفحة 171 /
وعبد الله بن السائب المخزومي وهم قرشيون. وعبد الله بن مسعود من هذيل، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء وهم من الأنصار. وأبو موسى الأشعري من الأشعريين، هي قبيلة يمنية، وأبو هريرة من الأزد، ثم أصبحت مكة والمدينة والبصرة والكوفة ودمشق، مقراً لشيوخ القراءات في صدر الإسلام.
فبمكة عبد الله بن كثير، أحد القراء السبعة، ومحمد بن محيصين، من القراء الأربعة عشر. وبالمدينة نافع أحد القراء السبعة، وأبو جعفر من القراء العشرة، وبالكوفة عاصم بن أبي النجود وحمزة والكسائي، وهم من القراء السبعة وخلف من العشرة وسليمان الأعمش من الأربعة عشر. وبالبصرة أبو عمرو بن العلاء من السبعة ويعقوب من العشرة والحسن البصري والزيدي من الأربعة عشر. وبدمشق عبد الله بن عامر من السبعة.
وقد اشتهر غير هؤلاء جماعة بالأمصار الخمسة السابقة كحميد بن قبس بمكة وشيبة بن نصاح بالمدينة ويحيى بن وثاب بالكوفة وعبد الله بن أبي اسحق الحضرمي بالبصرة وعطية بن قيس الكلابي بالشام. إلا رواية قراءاتهم كاملة لم تدون كما دونت قراءات الأربعة عشر، ولا يعرف عنهم إلا ما تناثر في كتب التفسير والتراجم، وما كان لهم من أستاذية على بعض الفراء المشهورين حيث اختاروا من قراءاتهم لأنفسهم ما وافق شروط الاختيار.
وأول من تتبع وجوه (1) القراءات وتقصى الأنواع الشاذة فيها وبحث عن أسانيدها من صحيح ومصنوع هو هرون بن موسى القارئ المتوفى سنة 170هـ إلا أنه يؤلف باستقصائه كتابا. ثم جاء أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ فكان أول من استقصاها في كتاب، ويقال إنه أحصى منها خمسا وعشرين قراءة مع السبع المشهورة.
أما أول من اختار السبعة المشهورين في عهدنا هذا، فهو أبو بكر بن مجاهد، وذلك في أواخر القرن الثالث الهجري ومفتتح الرابع. ولم يكن الكسائي معدودا
(1) النشر.