/ صفحة 104 /
1 ـ تضم جامعة النجف أكثر من ثمانية آلاف طالب مختلفي البزة، بينهم نحو ثلاثة آلاف يرتدون البزة الروحية (العمامة) كما أنهم مختلفو العنصر الجنسية، هاجروا إليها من مختلف أقطار الإسلام، وليست حياة هؤلاء جميعاً من الناحية المادية عن طريق الحكومة والدولة، وليس لهم أية مخصصات، وإنما يعيشون من طريق الحقوق الشرعية التي تدفعها الأمة الإسلامية، وبعضهم من طريق خطابة المنبر الحسيني والوعظ والإرشاد.
2 ـ أسلوب الدراسة في جامعة النجف على الطريقة القديمة: يجتمع الطلبة حلقات في الجوامع والمدارس والصحن الحيدري الشريف، فإذا انتهى الطالب من المقدمات الدراسية التحق بالبحث العام تحت منبر العالم المجتهد المقلَّد، ويسمى (بالبحث الخارجي).
وهناك شيء لا مناص من التنبيه إليه، وهوان السبب الباعث لهؤلاء الطلاب، والدافع لهم على أن يثابروا على طلب العلم بلا كلل أو ملل، ودون انتفاع مادي، هو رغبتهم في الحصول على منزلة (الاجتهاد) بعد الدرس الطويل، والبحث العميق، والتزود من العلوم الشرعية والعربية بزاد يخرجهم في مختلف نواحيها، ويربي فيهم ملكة البحث الحر، والنظر المستقل.
وهذه هي النقطة الجوهرية الحساسة التي تستهوي الطلاب، وتدفعهم إلى من أفراد الأمة الفتاوي والأحكام الشرعية، وهم يحتلون منزلة رفيعة في قلوب الناس، ويتمتعون بثقة عظمى.
4 ـ بالنجف مدارس دينية تضم قسما من الطلاب المهاجرين وغيرهم، وتحتوي غيرفا كثيرة، فهي معاهد دينية داخلية.
5 ـ وبالنجف كثير من المكتبات، وهي مدارس دينية ثقافية عامة، لها أثرها في تكوين العقول والأفكار من طريق المطالعة والمراجعة، ونذكر