/ صفحة 101 /
ونحن على ثقة من أن معالي وزير المعارف الباكستانية سيكون في بلاده رسول دعوة إلى ما دعا إليه فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وأن دعوة التقريب ستلقى منه ما تستحق من اهتمام.
وفق الله رجالنا وقادتنا إلى ما فيه مجد الإسلام وعزة المسلمين، آمين.
* * *
العبد الألفي للأزهر
تجدد النشاط في هذه الأيام للاحتفال بالعيد الألفي للجامع الأزهر، وتوالت أنباء الاستعداد لهذا العيد الذي لا شك أنه سيكون عظيما، وأنه سيجمع في رحاب القاهرة زعماء الثقافة الإسلامية من كل شعب، بل زعماء العلم في أية أمة من الأمم شرقيها وغربيها.
ذلك بأن الأزهر يتمتع بشهرة عظيمة استمدها من تاريخه الطويل، وجهاده المتواصل في خدمة الدين واللغة العربية من لدن أنشأه المعز لدين الله الفاطمي في القرن الرابع الهجري إلى الإن، ولا تقف شهرته على المسلمين، بل يعرفه المستشرقون وغيرهم من الأوربيين والأمريكيين المعنيين بالشئون الإسلامية والمتابعين للنهضات الفكرية العالمية.
ولعل أروع ما سيقدمه الأزهر في عيده الألفي للناس، هو الدليل المادي على أنه أمادت العصبية المذهبية التي كانت تحكم العقول والأفكار في العهود القريبة الماضية، والتي كان المسلمون يعانون من جرائها كثيراً من الصعاب بين الأفراد والأفراد، وبين الطوائف والطوائف، ثم بين الشعوب والشعوب.
لقد كانت هذه العصبيات مسيطرة فيما مضى على كل شيء وكان الأزهر ـ وهو سني كله ـ يحمل من أثقالها عبأ كثيراً، حتى كانت حلقاته وأروقته تنقلب في كثير من الأحيان إلى ساحات حرب وضرب، لأن شافعياً يرى كذا وحنفياً يخالفه، وقد أذهب الله عنه هذه النخوة والتعاطم بالمذاهب والآراء، كما أذهب عن المسلمين.