/ صفحه 96/
عزوجل: (يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور) الآيتين ودلالهما من وجوه:
أحدها قوله عزوجل "قد جاءتكم موعظة" حيث إنه توعدهم وفيه أكبر صالحهم إذفي الوعظ كفهُّم عن الأذي، وإرشادهم إلى الهدى؛
الثاني: وصف القرآن أنه "شفاء لما في الصدور" يعني من شك ونحوة وهو مصلحة عظيمة:
الثالث: وصفه لالهُدَي؛ الرابع: وصفه بالرحمة، وفي الهدى والرحمة غاية المصلحة:
الخامس: إسناد ذلك إلى فعل الله عزوجل ورحمته، ولا يصدر عنهما إلا مصلحة عظيمة:
السادس: الفرح بذلك لقوله عزوجل: "فبذلك فليفرحوا" وهو في معني التهنئة لهم بذلك، والفرح والتهنئة دنما يكونان لمصلحة عظيمة؛ السابع قولله عزوجل: "هو خير مما يجمعون" والذي يجمعونه هو من مصالحهم. فالقرآن ونفعه أصلح من مصالحهم، والأ صلح من المصلحة غاية المصلحة.
فهذه سبعة أوجه من هذه الآية تدل على أن الشرع راعي مصلحة المكلفين واهتم بها، ولو استقرأت النصوص لوجدت على ذلك أدلة كثيرة.
فإن قيل لم لا يجوز أن يكون من جملة ما راعاه من مصالحهم نصب النص والإجماع دليلا لهم على معرفة الأحكام؟ قلا هو كذلك، ونحن نقول به في العبادات، وحيث وافق المصلحة في غير العبادات، وإنما ترجح رعاية المصالح في المعاملات حق الشرع، ولا يعرف كيفية إيقاعها إلا من جهته نصآ وإجماعا.
وأما التفصيل فقيه أبحاث:
البحث الأول: في أن أفعال الله عزوجل معللة أم لا؟ حجة المثيت أن فعلا لا علة له عبث، والله عزوجل منزه عن العبث، ولأن القرآن مملوء من تعليل الأفعال نحو "لتعلموا عدد السنين والحساب" ونحوه، وحجة النافي أن كل من فعل فعلا لعلة فهو مستكمل بتلك العلة مالم يكن له قبلها فيكون ناقصاً بذاته كاملا بغيره، والنقص على الله عزوجل محال، وأجيب عنه بمنع الكلية، فلا يلزم