/ صفحه 83/
"كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر. وتؤمنون بالله …" فبني النسبة على الإيمان بالله ومقتضياته، لا على عنصرية من جنس أو دم.
وعلى هذا الإساس جاء خطاب القرآن الكريم الأماة في جميع التكاليف، سواء منها ما هو فردي يطلب أداؤه من كل فرد في الأمة. إذا توفرت فيه شروطه، "و أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة". "و افعلو الخير". "أوفوا بالعقود" وما كان جماعيا. يطلب من الأمة باعتبارها "شخصية معنوية مسئولة" أن تحققه، وتعمل على تركيزه، كتنفيذ الأحكام الشرعيه، وتوخي العدل في الحكم والإشراف على الحاكمين وتوجيههم، والقيام بالمحافظة على الدين، وكيان الأمة. وحماية الدعوة إلى الله، "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحك.ا بالعدل". "و أوفوا بعد الله إذا عاهدم" "إعدلوا هو أقرب للتقوي" "و تعاونوا على البر والتقوي" "وجاهدوا في الله حق جهاده" "السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" "الزانية والزاني فاجلدوا أكل واحد منهما مائة جلدة". وغير ذلك من التكاليف الجماعية التي كلفت بها مجموعة المسلمين "الأماة الأسلامية".
ولا شك أن القرآن يعني من كلمة "أمة" هذا المعنى الجامع لكل من ذخل في الإسلام أو وصف به، ولا يعني مطلق جماعة من المسلمين ومن غير قصد العموم والشمول، بجيث يسمح بتعدد الوحدات وتمايزها في الشخية، انظر إلى قوله تعالى: "إن هذه أ,تكم أمة واحدة. وأنا ربكم فاعبدن". والمفهوم من هذا من غير التواء، أ" المسلمين أمة واحدة، كما أن ربهم واحد، ووصف الأمة "بواحدة " يؤكدلنا أن وحدة هذه الإماة قوية متماسكة، لها شخصيتها العامة المسئولة، ومقصد من الأمة ـ بلا مراء ـ هو الأمة الإسلامية على عمومها. لا الأمة العربية، أو الفارسية، أو المصرية، أو الباكستانية، فأن هذه شعوب تتكون منها الأمة الإسلامية، وهي بمنزلة الأفراد الذين يتألف منهم كل شعب