/ صفحه 79/
عادة العرب كرما واستدعاء للضعيف، منكر على الناسأن يضوا في أمر العظائم وقد مات ربها وحلالها، ثم يعرج بعد ذلك تعرجيها خفيفا على الباكين والباكيات حزنا عيه وتأسفا.
فهذا رثاؤة أو بعض رثائه، وهو رثاء جيد يمثل حرقته، ويصور مقدار إحساسه بالفجة، وينبيء عن ثورة كامنة في قلب قائله توشك أن يكون لها ضرام، ولن استمع إلى قول جليلة وهي تصور حيتها بين مقتوال هو زوجها وقاتل أخوها، وما ينتظرها بين هذين الرزءين:
سقف بيتيَّ جميعا من علِ
يا قتيلا قوّض الدهر به
وانثني في هدم بيتي الأول هدم البيت الذي استحدثته
رمية المصمي به المستأصل ورماني قتله من كثب
خصني الدهر برزء معضل
يا نسائي دونكن اليوم قد
من ورائي ولظي مستقبل
خصني قتل كليب بلظي
إنما يبكي ليوم ينجلي
ليس من يبكي ليومين كمن
دركي ثأريَ ثكل المثكل يشتفي المدرك بالثأر وفي
بدلا منه دما من أكحلي ليته كان دمي فاحتلبوا
فلعل الله أن يرتاح لي! إنني قاتلة مقتولة
وهذا شعر غني ببيانه ونصاعته عن أن يبين أو يفسر، وليس يحتاج يفي تجلية معاني، وتحديد مبانيه، الا إلى إنشاد منشد، واستماع مستمع، وذاك ـ لعمري ـ هو الشعر؟