/ صفحه 41/
كائنا حيا حرا له حقوقه، وعليه واجباته وله كيانه ومقوماته، وهو على أساس ذلك الاعتبار يتمتع بكل الحقوق التي يحب أن يتمتع بها كل إنسان حر مفكر عاقل اجتماعي عضو في الجماعة البشرية العامة التي تعتبر الكون كله وحدة واحدة مهما تباين الجنس واختلف العنصر وتباعد اللون وافترق الدين.
والبحث كله في نظري يحب أن يدور على هذا الأساس؛ ويتجه التفكير فيه على هذا الاعتبار. أما أن الإسلام دين يفرض المساواة بين الأجناس البشرية ومساواة الإنسان لأخيه الإنسان دون أي اعتبار آخر، فذلك أمر مفروغ منه - في نظرنا - عند كل من عرف شيئا عن الإسلام، وشدا طرفا من تعاليمه، وإن كان هناك بعض فروق بين المسلم وغيره فذلك لاعتبارات لا عدو الاعتباراتن التي تقوم على أساس الجنسية في لعصر الحديث، فوحدة المسلمين تقوم على أساس ذلك كما أن وحدة المواطنين في العصر الحديث تقوم على أساس موطني، وطبعا نحن لا يعنينا المفاضلة بني الاعتبارين وأيهما أولي بالاعتبار والتقديس، ولكن مع هذه الفروق قدس الإسلام مال غير المسلم مال غير المسلم ودمه وعرضه، وحماه من كل طغيان وعدوان اقرا قوله تعالى:"يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". قال المفسرون في سبب نزولها: إن ثابت بن قيس حين قال لرجل لم يفسح له عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا بن فلانة، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) م الذاكر ابن فلانة؟ فقام ثابت فقال: أنا يا رسول الله، فقال: انظر في وجوه القوم فنظر، فقال: ما رأيت يا ثابت؟ قال: رأيت أسود وأبيض وأحمر. قال: أنك لا تفضلهم إلا بالدين والتقوي.
وعن مقاتل:‌لما كان يوم فتح مكة أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلالا حتى أذن على ظهر الكعبة فقال عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي قبض أبي حتى لا يري هذا اليوم. وقال الحرث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب مؤذنا، فنزلت. وأخرج أبو داود في مراسيله، والبيهقي في سنته عن الزهري قال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم، فقالوا يا رسول الله أنزوج بناتنا موالينا؟ فنزلت. وكان أبو هند حجام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)