/ صفحه 407/
فيقول مروان: إنك تهزأ بي، فيقول يونس: لا. إنه يقول فيها: فأصَبْتُ حبةً قلبها وطِحالها، و"طحالها" لا يقولها شاعر. يقول مروان:
بأكفكم، أم تحجبون هلالها؟ هل تطمسون من السماء نجومها
جبريل بَلَّغَها النبى فقالها؟ أم تجحدون مقالة من ربكم
بتراثهم فأردتمو إبطالها!(1) شهدت من الأنفال آخر آية
و يقول مروان محتجا أيضاً في قصيدة أخرى:
قطَعَ الخصامَ، فلات حين خصامِ الوحُى بين بنى البنات وبينكم
نزلت بذلك سورة الأنعام ما للنساء مع الرجال فريضة
لبنى البنات وراثة الأعمام أنى يكون، وليس ذاك بكائن
أن يشرعوا فيها بغير سهامِ ألغى سِهامَهمُ الكتاب فحاولوا
و يقول دعبل الخزاعي:
أروح وأدو دائم الحسرات ألم ترانى مذ ثلاثين حج ويقول دعبل الخزاعي:ة
و أيدَيهم من فيئهم صَفِرَاتِ أرى فَيْئَهُم في غيرهم متقسّما
أنظر كيف سما الكميت بالمعني، فجعل أمور بنى أمية، إنما تنفذ بالخاتم الهاشمى الذي غصبو غصبالم يعهد في الغصب له نظير، وما هذا الخاتم غير الخلاقه! فهو ينعى على الأمويين أنهم يحكمون باسم الهاشميين ظلماً وعدوانا، لا أنه يريد أن يثبت حق الهاشميين في الخلاقة، فذلك مقرر مغرغ منه، لا ينتطح في الخلاف فيه عنزان!.
وكذلك يفعل دعبل، فهو يكنى بالفيء عن الخلاف، ويضيفها اليهم مرتين؛ وكما عجب الكميت لذلك الغصب الغريب، تحسر دعبل على تقسم الفيء في غيرهم من زبيريين وأمويين؛ سفيانيين و

ـــــــــــ
(1) يريد قوله تعالى: "و أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله".