/ صفحه 39/
والثروة، وهذا هو النبأ العظيم الذي سنهيء له آذان الشيب والشباب في شتى بقاع الأرض، ومن بينها مصر، ليدوي فيها إيذانا بأن العالم تقد جاءه خير جديد اعترف به للإنسان بحقوقه، وسيعترف للطفل بحقوقه قريبا وميزته - حسبما ذكرت الجريدة آنفة الذكر - إنه لم يكن وليد تفكير فرد، وإنما هو وليد اعتراف اثنين وخمسين من الأمم في الأرض صغيرها وكبيرها، قويها وضعيفها، وإقرارهم بأن الإنسان أصحبت له حقوق وأصبح له كيان وأصبح له ما شئت من مقومات ومهيئات.
هذا هو قصارى أمرهم، وذلك هو منهتي العلم من شأنهم، أما نحن، وأما المنصفون من غيرنا، وأما التاريخ، فكلهم شهود عدل على أن حقوق الإنسان لم تكن من الجدة علينا بحيث نستبشر بمولدها، ونقيم الاحتفالات للذكرى الأولى لإعلانها، ونحرق البخور، ونهي الأثير ليحمل على موجاته تلك البشارات، وهاتيك الاعلانات.
نعم نحن نعرف والتاريخ يصدق على أن حقوق الإنسان لم يكن بدء إعلانها في ليك سكسس، ولا في فلشنج ميدوز، ولا في باريس، ولا في الأطلنطي، وإنما قررت في بقعة بسيطة نم بقاع الأرض اختارها الله لتكون موطن اشعاع جديد، ومهبط شعلة ستضيء العالم بعد أن غشي عليه ما غشي من ظلمات كادت تودي به، ورفع الله بذلك عنه إصرا وأغلالا كانت عليه، ولم تعترف بها خمسون أو كان خاتمة الأديان، على يد نبي كان خاتم الأنبياء، ببلاغ عن الله عز وجل لم يكن منشئا لما جاء به (و إذا لم تأتهم باية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحي إلى من ربي) ولم يتقوله على ربه (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه بالميز ثم لقطعنا منه الوتين ) كما نطقت به نصوص الآيات الكريمة، وقد سوت بين العالم أبيضه وأسوده وأحمره وأصفره، لا فضل لعربي على عجمي ولا لا بيض على أسود إلا التقوي (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله "أتقاكم إن الله عليم خبير).