/ صفحه 372/
أحوج إلى الجماعة من الجماعة إلى الإسلام". وهو قول يدل على نظرة عميقة في فلسفة الاجتماع، وكانت هذه الفلسفة لم توجد بعد، فوجه كل همته لبناء المجتمع الإسلامى بحيث لا يعتريه الانحلال أجيالا متعاقبة، حتّى يتم ما ندب إليه من إذا عة كلمة الله الفاصلة، للعالم كافة، فجاء من أقواله (صلى الله عليه وسلم) في المؤاخاة بين آحاد المسلمين، وفى وجوب تضامّهم وتضافرهم حتّى يصبحوا كرجل واحد تحركه ارادة واحدة، قوله:
"مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم، كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالحمى والسهر".
"من لم يهتم للمسلمين فليس منهم".
"المؤمن للمؤمن كالبنيا يشد بعضه بعضا".
"لا يؤمن أحدكم حتّى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
"من فارق الجماعة شبراً فمات، فميتته جاهلية".
ولما كانت همة المسلمين الأولين منصرفة. بعدأ ستقامة عقيدتهم، إلى العبادة والتقرب إلى الله، بيَّن لهم النبى (صلى الله عليه وسلم) أن السهر على صيانة الاجتماع الإسلامى أفضل من سائر العبادات التي كانوا يقدسونها، ويعتقدون سموها، فقال في هذا الباب:
"نظرُ الرجل لأخيه على شوق، خير من اعتكاف سنة في مسجدى هذا".
"إصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصوم".
"من قضى لأخيه المؤمن حاجة فكأنما خدم الله عمره".
"من مشى في حاجة أخيه ساعة من ليل أو نهار، قضاها أو لم يقضها، كان خيراً له من اعتكاف شهرين".
"ألا أخبر كم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا بلي. قال إصلاح ذات البين. وفساد ذات البين هى الحالقة".