/ صفحه 359/
والحساب، والهندسة، والجبر، وتدبير الصحة، والرسم، والخط.
وكذلك الأمر في مناهج التعليم الثانوى والعالى والتخصص، وطرقة الدراسة فيها.
وبهذا استطاع الأزهر أن يشارك بخرجيه في كل ناحية من نواحى النشاط العمل، وأن يقدم للدولة شبانا أقواياء مدركين للحياة، قادرين على مسايرة غير هم في الأعمال والمصالح، وذلك كله مع احتفاظه بشخصية العلمية التي تقوم على التبريز في أصول الدين والشريعة واللغة العربية، وأصبح من مجافة الواقع، ومجانبة الانصاف أن يتهم الأزهر بالجمود أو عدم مسايرة ركب الحياة كما يزعمون.
وفي] رأيى ان وزارة المعارف هى الجامده فهى التي تحرص أشد الحرص على برنامج عتيق إذا ساغ لها أن تحرص عليه أيام عهد القس (دنلوب) وما التحق به، فلا يسوغ لها أن تحرص عليه بعد الاستقلال والتطور السياسى والعقلى الذي صارت إليه الامة.
ولست أرمى وزارة العارف بهذه التهمة جزافاً، ولا أقصد بها عهداً معيناً، من عهود وزرائها في الماضى أو الحاضر، فان لدى الديليل على ذلك من مسألة التعليم الدينى في المدارس والدعوة إلى تغية أبنائنا بمزيد من ثقافتنا الإسلامية على نحو مثمر، وقد ناديتً بفكرتى هذه في البرلمان لأول مره في سنة 1941 على ما أظن، وكان ذلك في عهد وزارة سرى باشا الأولى.
إنه مما لا شك فيه أن "قومية الأمة" تقتضى منها رسم سياسة أساسها إبراز شخصيتها، والعناية بالملامح التاريخية والفكرية لهذه الشخصية، فإذا وجدنا أمة تتنكر لماضيها، وتنسي