/ صفحه 334/
مجدها؛ وقد منح الله مصر بين شقيقاتها الإسلامية والعربية ـ بفضل توجيهه السامى ـ مركز القدوة والقيادة؛ فهى تنظر إليها، وترقب أعمالها، وتستن بسننها، وتهتدى بهدى علمائها وزعمائها، وفيها الأزهر الشريف، حصن الدين، ومثابة العلم، ومشرق شمس الفضيلة والأخلاق الكريمة.
كل ذلك ـ يا صحب المقام الرفيع ـ يجعلنا أقوى ما نكون في الإصلح رجاءً، وأقرب ما نكون إلى النجاح سبيلا، ويحملنا على أن ننا شدكم أمانة الله، أن تقوموا لله قومةً تَقَرّبها عين الدين، ويذل بها شيطان الفساد والمنكر، ويحفظها التاريخ لكم صفحة بيضاء، تنشر يوم القيامة في صحائفكم، وتوزن في ميزان أعمالكم.
احفظوا ما ضيعه التهاون والتفريط، وأشعروا أهل الفساد بوازع السلطان إذْ لم يرتدعوا بوازع القرآن، وأعلنوها حرباً حامية الوطيس على كل منكر وفسوق؛ وانتشلوا شباب الأمة من مهاوى العبث، ومواطن الميوعة، وأوكار الفجور، وخذوا على يدكل من تحدثه نفسه بالاعتداء على الفضيلة، أو الترويج للرذيلة، أو غرس بذور المجون والخلاعة في الأمة؛ إنكم إن فعلتم ذلك رضى الله عنكم ورسوله، ورضى عنكم عقلاء الأمة، وكرام العشيرة، وإن ذلك لهو الفوز العظيم.
وفقكم الله إلى نصر الفضيلة، ودحر الرذيلة، وأعز بالفاروق دينه وأمته، وأطال في طلاعة الله حياته، وبارك فيها للإسلام والمسلمين، آمين؟