/ صفحه 267/
من عواصم الأندلس على عهد العرب، فقد كانت شوارعهم مضاءة بالأنوار، ومبلطلة أجمل تبليط، والبيوت مفروشة بالبسط، وكانت تدفأ شتاءً بالمواقد، وتهوّى صيفا بالنسمات المعطرة بوساطة إمرار الهواء تحت الأرض من خلال أوعية مملوءة زهرا، وكانت لهم حمامات ومكتبات، ومحال للغذاء وينابيع مياه عذبة. الخ الخ".
قال المؤلف نفسه مقارنا مدائن الأوربين بمدائن المسلمين: "في هذا العهد كانت البيوت في باريز ولو ندرة تبنى من الخشب والطين المعجون بالقش والقصب، ولم يكن لها نوافذ ولا أرضيات خشبية، أما الأبسطة فكانت مجهولة لديهم، وكان يقوم مقامها القش ينشرونه على الأرض نشرا، إلى أن قال:
"و كان الناس لا يعرفون معنى النظافة فيلقون أحثاء الحيوانات وأقذار المطابخ أمام بيوتهم أكواما تناصاعد منها روائح قاتلة . الخ الخ".
هذا غيض من فيض، ولولا كراهة الاطالة لأمعنا فثى الكتابة، فمعذرة؟
علويّات
سئل الإمام على كرم الله وجهه في فداء أسرى المسلمين من أيدى المشركين، فقال: فادُوا منهم من كانت جراحاته بين يديه دون من كانت من ورائه فإنه فارّ.
واوصى رجل إلى آخر أن يتصدق عنه من هذه الألف دينار بما أحب، فتصدق بعشرها، وأمسك الباقي، فحاصموه إلى على رضى الله عنه، وقالوا: تأخذ النصف وتعطينا النصف، فقال: أنصفوك! قال: إنه قال لي: أخرج منها ما أحببت، قال: فأخرج عن الرجل تسعمائة والباقى لك! قال: وكيف ذاك؟ قال: لأن الرجل أمرك أن تخرج ما أحببت، وقد أحببت التسعمائة فأخرجْها!